Tuesday, October 30, 2007

nacho libreأغنية للبساطة


إن لم تكونوا شاهدتم هذا الفيلم أنصحكم أن تشاهدوه فورا....ناتشو ليبرا أو ناتشو المصارع, كوميدى بطولة جاك بلاك و من إخراج جيرد هيس...............ستتغير نظرتكم إلى الحياة بعد مشاهدتة, إن شاهدتموه من الوجهة الصحيحة ولكل وجهتهو لكن شاهده مشاهدة تأويلية تفسيرية تنظر لما وراء الأحداث.


ناتشو .....ناتشو.......ناتشو


يوضح أن القصور العقلى موجود فى كل البشر و لكن يظهر بدرجات متفاوتة من شخص إلى آخر و رغم القصور العقلى الذى بدى عليه البطل فإنه لم يسمح لآخرين بأن يحجموه و يجذبوه إلى أن يقوم بدور حشرة فى مجتمع يتخذ الفرد فيه رؤس الآخرين سلالم ليصل إلى ما يصبو إليه.


برغم أن الفكرة الرئيسية فيه تقوم على رياضة المصارعة بأن يحلم البطل طفلا حلما بأن يكزن مصارعا كبيرا يهتف بإسمه الجمهور ناتشو ...ناتشو......ناتشو........ إلا أن االمصارعة فى حد ذاتها لا تتبدى كرياضة و لكن كروح للتحدى و إظهار إمكانات نفسية كانت خافية, تمر بمراحل ظهورها على إمتداد الفيلم إلى أن تصل فى النهاية للتكشف و معرفة النفس و إثبات ما هو خير فى مقابل الشر الفوضوى الفاقد للغاية.


و برغم تبدى الزى الكهنوتى و غلبته على الشكل فى المشاهد المتعاقبة فإن الفيلم يحاول أن يربط الدينى بالدنيوى. فينطوى الفيلم على قيم شتى منها الحب و الذى يربط بين فتى- البطل- يخدم فى الكنيسة و معلمة أتت فى سبيل تعليم اليتامى من الأطفال و رعايتهم . و كذلك ما يدور بين البطل و صديقه المتشرد الذى يؤمن بالعلم فى مقابل الدين فيُرجع البطل سبب سقوطهما المتكرر فى المباريات إلى إلحاد صديقه فيأخذ بخناقه و يعمِّدَه عنوة, و كذلك فى نهاية الفيلم تتبدى غائية البطل فى إصراره على توظيف الدنيوى للدينى بأن يربح فى المباراة النهائية على أقوى مصارع فى البلدة - النصر الذى جاء بشكل إعجازى مبالغ فيه - لكى يشترى باص للأولاد الذين يتشوقون إلى الحركة و الترحال ليكون أتوبيس رحلات ناتشو.



الفرد فى خدمة المجموع و عونه..... هذا ما يحاول أن يقوله الفيلم بشكل كوميدى مؤكدا صفة الأثرة فى مقابل الأنانية لبناء مجتمع قائم على التكافل.


سيتحتم على المشاهد أن يضع رأيا فى الفيلم لأول وهلة و يصمه بالسطحية , الفيلم كوميدى و ضحكاته متتالية ورغم ذلك فلن نستطيع أن نحكم عليه حتى نصل لنهايته و سيدور فى خلد البعض أنه معد خصيصا للأطفال و لكن تحت السطح تستطيع أن ترى بعمق ما يدور وراء المشاهد الادالة لمعانى أكثر عمقا مما يبدو عليه.



إذا أردتم تحميله فعليكم بمنتديات أراب ليونز arab lionz ستجدون بها كل جديد

Friday, October 26, 2007

البريد المصرى....مصرى جدا

كنت فيما مضى من هواة المراسلة و لكن هوايتى إنقطعت عنى فجأتن...............لكنها طفت على سطح تفكيرى عندما حدثت حادثة
لى صديق تعرف على فتاة ألمانية فى مدينة الأقصر, سافَرت و رجع هو إلى المنصورة و تواصلا عن طريق الشات, بعثت له رستاة بالألمانية -التى يتقنها- فى مغلف صغير مسجل تحسباً لى ظرف و رغم بقاءها فى مصر فترة السياحة و معرفتها البسيطة للشعب المصرى فهى لم تتعرف على هذة الظروف التى تمنع ان يصل الخطاب كاملاً بطل محتوياتهو حيث لابد و ان يصيب الموظف و المسئول من الحب جانب.
إستلم صديقى الخطاب الذى يحتوى على رسالة و سلسلة فضية معلق بها قلب ثمنها لا يقل عن 200 جنية ..... لا أنكر أنه إستلم الرسالة و السلسلة و لكن الذى حدث أنها إستبدلت بسلسلة قيمتها 50 قرشا أصابها الصدأ.
و أخذ ساعى البريد المظروف الذى كُتب علية أنه قد عُبِث به فى مكان ما, لم يلاحظها صديقى و إلا لما وقع أنه إستلم الرسالة بكل محتوياتها .
فى مقابلة لى بمسئول يعمل بمكتب بريد المنصورة -إحدى محطات الخطاب- قال لى: ده شىء عادى , اللى بعت تالرسالة ليه ما بعتهاش فى طرد..و عقب : ده أضمن......و بإبتسامة ساخرة عقّب أيضاً: و لو إن ده برضه مابيسلمش, قلت له: طبعا راحت عليه..لا يرفع قضية و لا دياولو, قال: لا خلاص مالوش حاجة.
كنت أراسل إذاعة "دويتشه فيللة" الألمانية- حيث ان لى إهتمامات باللغة و الثقافة الألمانيتين- و بعثت بخطاب استغرق وصولة للإذاعة و الرد علية قرابة أربعة أو خمسة اشهر و ذلك يذكرنى بالمرسالجى أو ساعى تالبريد قديما , حينما يركب على حمارة أو بغلته- لا أذكر الحيوان المستخدم آنئذ- وتستغرق رحلتة حوالى 6 أشهر غير أنه كانت الرسالة وقتئذ فى أيد أمينه حيث يضمن الشخص أن تالرد أت لا محالة.
كنت أراسل الأستاذ/وديع فلسطين - الكاتب و الصحفى بمجلة الهلال المصرية- و تحدث بينى و بينة أشياء عجيبة منها أن يأتينى خطابه مفتوح الظرف و ملصقا بسيلوتيب و أحيانا يصلنى مفتوحا بدون مواربة أو حياء.
مرة أخرى كنت أراسلة و أبعث له بكتاب هدية , يحتم على الموظف أن أذكر إسم المرسل إليه ثلاثيا فقلت لهم :ده راجل معروف و المشكلة أننا كمان ما أعرفش غير إسمة الصحفى أو الأدبى قامت المزظفة قاللتى بدل الناس عارفاه فى المنطقة اكتب أى اسم ثلاثى بعد اسمه , قمت كاتب وديع فلسطين ابراهيم.
ليل نهار تذاع الإعلانات عن مؤسسة البريد المصرى فى التليفيزيونات و الإذاعات و عن الأسطول الذى طوّره - الشكل تطور لكن المضمون كما هو- ......أشاهد فيديو عن متحف البريد و العملية البريدية و أشاهد المبنى العتيق لمصلحة البريد بالعتبة و أتحسر على الزمن الضائع.......دولة حرامية صحيح.

Sunday, October 21, 2007

ألم رصاص

شفرة حادة تتآكلنى, تحز فى لحمى, كنت قد إتسخت و أوشك كلامى على الأفول, شفرة حادة تأكلنى بلا هوادة,تُسيّرها يد لا أراها, أحاول التلصص, الإقتراب, التمعن فى شىء غير مرئى.....عينى مغلقة, الإبصار يتدفق من حيز العدم إلى اللا شىء. مازالت مستمرة فى فعلها, متلذذة بإزالة طبقات من جلدى, تنزع عنى ملابسى حتى تخدش عريي. وحيدا, عاريا فى العراء, وسط كون إنطفأت أنوار عيونه و تيبست كائناتة, أحترق بالوحدة إلا من شفرة حادة تؤنسنى بعذابها السرمدى, تحركها يدٌ حولاء بغير تروٍّ أو معرفة بما يعتمل فى صدرى و أنا مستسلم.
ممحاتى إستُهلكت, ما عادت قادرة على تصحيح الأخطاء أو تغيير ما قد كُتب, أوراقى أملأها بإرادةِ يدٍ متعرقةٍ على خاصرتى, حتى الأوراق كنت أحثها على الإفلات لكنها مذعنة, حيث أن صوتى الرصاصى يؤلم بشرتها الرقيقة فتنتفض, إنتفاضات متسارعة متزامنة مع مرورى عليها, ما يحز فى نفسى أننى كلما أفكر أنى سأُقَشّر كالبصلة-التى تُنزع عنها طبقاتها- و يستهلكنى العمر, أحس بالوحدة, أحساسا يعتصرتى و يستنزف ذرات من ذراتى المعدودة ذرة فذرة حتى أفنى فأحس بالعدم, لا أنكر أن هذا الإحساس من إنبعات التعلق بالحياة و لكنها لا تشدنى إليها هذه الحياة, أولد فى المصنع طفلا جميلا بريئا براقا, أخرج منه تقاذفنى الصناديق فى الشاحنات و الحاويات البحرية العملاقة, أنزل على وطنى الجديد, تتلقفنى الأيدى , تفرح بى بدايةً, ثم تصب جام غضبها على, تستهلكنى , تأكل من لحمى, تمحى ممحاتى, أتآكل ثم أموت