
فى نهاية عام لم أحصد فيه غير الأحزان لم أجد من يضمنى و يدفئنى بصدره الودود, قلبى كالذى بصخرة ملساء حاده ثقيله قد ربط و رمى به فى بحر لجى عميق غريق , أتلمس طريقى وسط زهور مدهوسه بأقدام جنود هدموا بيتا كان يئوينى و يحنوا على , أختلى فيه بنفسى ,أشرب نبيذى وحدى,و أتجرعه حتى الثماله وحيدا منبوذا , أحببت أن أخرج ,اتنشق هواءا نظيفا , و لكن ما رأيته كان فظيعا
, أشلاء متراميه متناثره لأزهارى الحبيبه , و كلبى الوحيد الذى يؤنسنى قد نفق , و إنتشرت منه رائحه نتنه , يالكلبى المسكين .
دخلت البيت.... أقصد أطلالى , أشاهد تلفازى الصغير الأبيض و الأسود , أرقص يائسا منتكسا على إيقاع أغنية راقصه, اندمج مع موديلات الكليب , أخلع ملابسى بدون أن أدرى و أنا ما زلت أمارس الرقص, أغدوا عاريا تماما , أدخل فى الفورم , أتخيلنى مع فتيات الكليب العاريات , أمارس معهن اللذه , أغوص فى عذاباتى , أملأ كأس النشوه و أخبطها فى صدر الهواء , و أصيح كأسك يا وطن.
يتنفس صبح ليوم جديد لعام جديد قد زكمت رائحته أنفى , أختنق بأنفاس الوحده , أحاول ان اتذكر أنفاس البشر ... الناس
,الأطفال و هم يلعبون ,المنبوذون منهم و هم يغطون فى نومهم , لقد كانت رائحة أنفاسهم تنعشنى و قد ركنوا بظهورهم على ظهر بيتى المتداعى , و كلبى المسكين يحوم حولهم و يرتمى نائما بجانبهم . إفتقدت البشر .... الإنسان , إفتقدت أطفال المدارس و هم يغدون و يروحون و يملؤن عينى فرحا , ....فى حركة هستيريه أقوم و أرقص رقصه عنيفه على أغنيه من أغانى الزنوج أو البلوز
أو الراب أو الروك , أغرق فى عرقى , أخلع ملابسى , أعصرها و أشرب العصير ...
معذره أثقلت عليكم , إنى أبدع عندما أكون حزينا .