ترانيم مبجلة تحدو خطانا إلى شىءٍ لا نعلمه، تسبقنا نبؤات العارفين، تؤنس وحدتنا دقاتٌ رتيبة لمياهٍ وقت المطر أو شموعٌ نشعلها بالليل عندما لا يجيئنا نوم و يستعصى علينا الرقاد، أو لنبضات الأرق اللعينة تخبط أدمغتنا فى حائط الصمت و تفعل بهدوء و بلادة شروخاً فى الذاكرة، فكرةً رومانسية و فجة الإعتقاد بأننا فى يوم من الأيام ستنبت لنا أجنحة، هو التوهم ما يعطى للإعتقاد معنى و يفسح له مكاناً فى حيز الوجود، النوم..نعم النوم..النوم هو ما يعطينى أيضاً القدرة على ذلك، و الغريب أنى لا أحس إلا أن هذا حقيقى و ليس مفتعل، صدقونى ..انى لدىّ القدرة على الطيران الآن..انظروا..هكذا..و لكن أغمضوا أعينكم أولاً..نعم هكذا..هل تشعرون برفيف أجنحتى؟...ريشى ناعمٌ أيضاً.. من السهل أن تستشعروا ملمسه فى خفقات الهواء التى تسرى منى إلى وجوهكم...حسنا حسنا..إفتحوا أعينكم..الآن انا أمامكم..ببساطة حلقت بعيدا ثم جئت إلى نفس المكان..ألا تصدقونى؟..آه الصوت ..صوتى كنتم تسمعونه و أنا بعيد كأننى كنت بجانبكم و فمى ملاصق لآذانكم..صدقونى..من الجائز أن هذا غير معقول..و لكن طالما أن الواحد لديه القدرة على الطيران فباستطاعته أن يسمعه الآخرون..كل الآخرين.
إنها متعة حقيقية أن تكون بجانبى، أستشعر أنفاسها، تخنقنى محاولتى الدائبة لاختصار المسافات بيننا، و لكن فى نفس الوقت تمنحنى المحاولة وهجاً و حرارة تقدح فى رأسى ملايين الأفكار التى تشذب من حشائش معنوياتى الآيلة للسقوط..لكنها فى كل مرة أقترب تتسع بيينا فجوة من المسافات تمتلىء بركام إنفعالاتٍ بائتة..تتسع و تتسع حتى تختفى...و أبحث..أظل أبحث..و يرهقنى التردد على مستنقع الغياب أرشف من مياهه القذرة فى صحراءٍ تنتعل الوهم و تبعثر بذور المجاز فى نفسى الجرداء و الفارغة.
ارتضيت أن أكون مجرد كومبارس فى سيرك وهمى، متفرجٌ أنا فى الأساس، أشاهدكم تصبغون وجوهكم الكالحة بالألوان، تعبثون بأعضاءكم..تبترونها، تقيموا لها عمليات تجميل أو تقيموا لها الولائم على شرف اللامبالاة القذرة التى أوليتموها لى...بصفتكم بهلوانات ..يمتعنى النظر إليكم تتقافزون هنا و هناك كأفراد حفظوا دورهم و اتخذوا أماكنهم فى جبلاية القرود...إنى راضٍ عن نفسى رضا مهرج فى حفلةٍ تنكرية، إنى متخفٍ الآن..هل تعرفوننى..هل تقدرون على التعرف على ملامحى، هل تريدون ذلك فعلاً؟..أنا لا أبالى..و لكن انظروا...سأقدم لكم عرضا خرافياً..ليست لديكم الرفاهية حتى للتفكير فيه..لكن شرط ألا تتورطوا فى الإنتباه إليه..من الممكن أن تتصنعوا ساعتها عدم الرؤية.أو أنكم مشغولون بأموركم السخيفة، أو فى أسوأ الأحوال تشاهدون فيلماً مملاً و مع ذلك تنظرون إلى بعضكم البعض و تضحكون فى بلاهة..هذا هو الأمر ..عندما تشاهون عرضى ...بعد انتهائى انظروا إلى الأرض و فكروا للحظة أن ما رأيتموه ليس حقيقياً... فعادةً ما يكون ذلك مفتعلاً و بغيضاً و يدعو إلى الشفقة...أنا نفسى أؤمن بذلك...لا لا ..لا تذكروا ذلك..أنا رومانتيكى؟..هاه؟..أو... من الممكن أن أكون كذلك..من يعلم.
9 comments:
جميل ماكتبت
:))
أدعوك لزيارة تجمعنا مدونات من أجل التغير
وكأنك قد هاجرت
لكن إلى اي البلاد؟
نفتقدك
وكأنك قد هاجرت
لكن إلى اي بلاد؟
نفتقدك
في الجود ريدز وهنا
وفي كل مكان
:-)
نصوصك الغاضبه المفكره تأخذ القارىء الى عتبات المتعة بيسر وتجعله ينخرط فى السؤال
جميل بوحك اسلام
كل التقدير
واووووووووووووووو الصورة حلوة اوى
صديقتكم لوجى
مدونه رائعه وتتمنى المزيد واتمنى ان اتشرف بزارتكم موقعى
ماهذا العزف الرائع
وكيف لم انتبه لتلك الكلمات البهية من قبل
دمت رائعا
هااااااااااااااااااااى
احلى حاجة فى الدنيا انك تطير
شكرا علي الموضوع
Post a Comment