Saturday, December 13, 2008

السىء فى الأمر...أنه ليس سيئاً إلى هذا الحد



السىء فى الأمر لممدوح رزق
قراءة مجازية

هذه هى المجموعة الرابعة للشاعر و القاص ممدوح رزق، بداية من تسمية المجموعة بالنصوص يبدى عدم تحيزه لأىٍ من الأنواع الأدبية فيصر على تسميتها بالنصوص كتسمية أبدية بالنسبة إليه.....مبتعداً عن التصنيف تاركاً للقارىء وضعها تحت أى من المسميات الأدبية كقصيدة النثر أو القصة القصيرة..مما يضع القارىء فى حيرة.

يبدأ الكتاب بالإهداء إلى الأب ليظهر المفارقة الأصعب بين الإدانة و التحيز، إنه يدين نفسه و يدين الأب و يدين الحياة ..مظهراً أنه فى تصافٍ ملغز معها لمجرد أنها تركت له الحرية فى أن يصفها أنها ليست بالجميلة.

يقدم المجموعة بجملة إفتتحاية لشارل بودلير من الممكن أن تكون مفتاحا ً للنصوص، تصرخ حروفها بين السطور لتكون لتكون الصوت الأقوى (عمّ يبحث فى "السماء" كل هؤلاء العميان)

و النصوص من حيث الحجم تتراوح بين القصيرة و القصيرة جداً، حتى أن بعض النصوص لا تتعدى كلماتها الصفحة الواحدة، فى جملة مكثفة موحية، تخفى أكثر مما تظهر، و تعطى للقارىء مساحة للتأمل و الإستبطان باستخراج مدلولات عدة.

هى لا تعطى إجابات على أسئلة و إنما تعطى أسئلة تستولد أسئلة أخرى تخرج منها أسئلة.

ليست الكلمات التى تشكل النصوص ذات صبغة مباشرة و دلالة واضحة، إنما متعددة الدلالات مفعمة بالإيحاءات، تقول لك أشياء غير معلنة، تترك للقارىء حرية لتأويلها و بناءها من جديد، و يأتى ذلك عند نقطة النهاية التى دائماً ما تكون صادمة، تخبط رأسك بقوة لتصنع إفاقة مباغتة، تجعلك تسترجع ما فات – كشريط سينمائى تدور بكرته إلى ما لا نهاية - لتؤسسه على ما إنتهيت إليه.

و الزمن له حضور قوى، حيث يكون فى معظم النصوص بادئة تستوجب التوقف عند لحظة معينة، هذه اللحظة تستحضر الماضى و الحاضر و المستقبل، كأن للزمن دلالات أبدية، عنيفة فى تنقلاتها، حاضرة فى توقفها عند نقطة معينة، و من الزمنى و الغيبى تصوغ النصوص أحجية إعتراضية تبغى الحلول.

مرورنا اللحظى فى الحياة ما هو إلا بناءاً هشاً لبيوت رملية تأتى عليها مياه الشاطىء فترجعها إلى طبيعتها الأولى، ... و ما الشواطىء التى نرنو إليها بأبصارنا إلا شواطىء بعيدة، لا يسعنا إلا مد النظر إليها دون أن تطأها أقدامنا ..نص( الذكرى السنوية)


شكاوانا إلى بعضنا البعض ما هى إلا قناع كاذب لجذب الإهتمام و إقناع أنفسنا أن هناك أحداً نكون محط إهتمامه، لكن عندما يغيب هذا الآخر، سنسعى فى البحث عن آخر مثله، و لكننا لا نجد أحداً فنشعر بالوحدة..نص(الأمر لا يحتاج لشراء برواز أنيق)

الشخصيات مشتتة ضائعة فى عوالم ميتافيزيقية، شخصيات متوحدة تسعى للكشف عن سوءاتها على الملأ دون تحفظ، تتأمل فى سر الوجود و ماهيته، نماذج بشرية حائرة بين العدمية و الشك و الريبة و محاولة الإيمان بشىء يبدو مستحيلاً، تستحضر له التبريرات، لكنها تبريرات مائعة.
شخصيات تسير وحيدة بالليل فى الطرقات، تبحث عن مرفأ، تتنفس الشوارع لتخنق وحدتها و تبتسم للسائرين علّها تجد تعقيباً و لو ضئيلاً أو ملولاً على إبتساماتها، لكنها فى النهاية لا تجد شيئاً، فترجع إلى حجراتها الفارغة لتواجه الملل و تنتظر المصير فى سكون و ترقب لا يبغى شيئاً غير الترقب و حسب..نص( تكره الإنتظار بجوار النافذة)

متوحدون كأنما هم أوجه متعددة لشخصية واحدة هلامية الملامح، تتغير ملامحا مثل حجر ألقى على صفحة البحيرة لتعود كما كانت عليه عندما يسكن سطح الماء، و لكن الداخل كما هو لا يتغير، ناقمون على وضعهم الأزلى، على وجودهم، يحاولون محاولات عابثة لرسم عالم آخر موازٍ للعالم المهترىء الذى وعوه أول ما تفتحت عيونهم عليه، فلم يجدوا إلا سماء سوداء لا تضيئها النجوم أو يظهر فى محياها القمر.

كما أن النصوص مليئة بلوحات جمالية جذابة، لوحات تشكيلية مجزأة، من الممكن أن ينظر القارىء إلى كل جزئية منها على أنها لوحة مكتفية بذاتها، و عند نهاية النص يكتشف القارىء موهبته فى ربط الجزئيات فى لوحة قابلة للترتيب و إعادة الترتيب مرة و مرات، كأنما هو عالم مفكك و متشظى يسعى لبناء ذاته من خلال خيال القارىء، فيترك الكاتب فسحة للشراكة مع القارىء فى إعادة تشكيل العالم كما يتراءى لكلٍ منهما، أو كأنهما يشتركان معاً فى لعبة بازل فى جلسة ود حميمة.

الإنتظار محملاً بالدموع الساكنة فى تربص السقوط على عتبة الخد...تيمة أساسية
الإنتظار كحل مؤقت للحاضر و متأمِّل للماضى و متربص فى قلق للمستقبل، أن تولد كى تتلبسك صفة الإنتظار فتصير منتظراً، لا يهم ما تنتظر، إنما أنت منتظر و حسب...ربما لا تنتظر شيئاً، يكفى أن تكون منتظر و ذلك فى حد ذاته إثبات لوجودك و كينونتك فى واقع يمل المنتظرين و يخشاهم يعول عليهم، معنى أن تكون منتظراً..أنك تقبلت هذا الواقع فى هدوء، فى تمرد ساكن، تمرد للتمرد لكنه لا يؤثر و إنما يتفاعل غير محتاج لشىء....أفعال غريبة لا تهفو إلا أن تحقق وجودها لا لتنفى وجود شىء آخر و لكن لتزاحم هذا الشىء الآخر و تجد لها مكاناً تركن إليه
فعلُ يومىّ هو ما تريده، إفعله بلا ملل، إعزف على لحنه الأوحد ثم عد إلى البيت فى هدوء....نص(حيث أنه أصبح منهكاً من التفكير فى الإهانة)

بين الألم و الخوف و الحزن و الإنتظار و الموت يتشكل السىء فى الأمر...إن المجموعة تعبر عن نوع من التعرف على الوجود كنوع من عدم الوجود، وجود للعدم- إنها حالة من الوعى بالذات التى أصبحت وفقا لقوانين بسكال لاشىء، ضرباً من الوعى المرعب

تشكل مجموعة النصوص ( السىء فى الأمر) علامة إستفهامية يسبقها هذا السؤال: هل كل شىء على ما يرام؟


إسلام يوسف
_______________________________________________________

الكتاب:السىء فى الأمر

المؤلف:ممدوح رزق

الناشر: دار أكتب للنشر و التوزيع2008

Tuesday, December 09, 2008

لن يلحظوا إختفائى




ربما حاولت أن أقول أشياء جميلة

أبعث الماضى من ظلمة النسيان

أرسم الحاضر بطبشورٍ ملوّن

تكسرت حوافه فتبعثرت الخطوط

ربما حاولت أن أكون ملاكاً

أوفى أغلب الأوقات أن أكون بشراً

وكنت أسقط لأعيد الكرّة مرة ومرات

حاولت إصطياد المعانى

و تشريح نفسى الفاقدة للمعنى

صبغها بشىءٍ من المعنى

ربما أخفقت

و لكنى إكتسبت شرف المحاولة

حاولت أن أعطيكم نبضة قلبٍ زائدة

علّها تشعل أنفاسكم

فتفتقدوا الحب لتبحثوا عنه

فى ركام علب الصفيح

فوق أسطح أدمغتكم الضالة

ربما كنت على حق

و ربما أكون موهوماً

لا شىء مؤكد فى الحقيقة

ما هو وهمٌ لدىّ حقيقى لديكم

و ما هو حقيقى لديكم وهمٌ لدىّ

ما أود قوله لم أقله بعد

و ما لم أقله بعد

ربما لن يجد سبيله للتحقق

ربما..ربما.. و ربما

ربمات تضعك بين أن تكون

و بين أن لا تكون

لكنها هى الشىء المؤكد فى الحقيقة

لم أعلن نفسى أبداً نبيّا

إنما مجرد شخص..أتاه وهم

أن لديه ما يود أن يقوله

فأحب أن يشاركه الآخرون قوله

أنا مجر طيفٌ عابر

ستقولون مرّ من هنا

طيفٌ عابرٌ مرّ

طيفٌ عابرٌ إختفى

و لن تلحظوا إختفائى.



Sunday, November 23, 2008

رسالة فى ذم البشر و مديح الكلاب






Prologue

لا أعرف من أنا
و لا أين ولدت
أجهل من أين أنا
أو إلى أى جحيم أتجه
أنا قطعة من شجرة ساقطة
أجهل أين سقطت
أين جذورى؟
على أى نوع من الأشجار نموت؟

..أشعار شعبية من بوياكا

كولومبيا
ــــــــــــــــــــــــــ

ليتوقف قرع الطبول

و أنتم أصغوا إلىّ
هذه هى الأنشودة الحقيقية
و صوت الإنسان العادى: سُحبت العنزة نحو التلال
و التلال نحو السماء
و السماء نحو مكانٍ مجهول
لا أعرفه الآن

..إدواردو كاليانو

ذاكرة النار



*خيانة

ـــــــــــ

هل كان بيننا عقد موثق بالشهر العقارى؟ لا؟....لم يكن؟..و لكن الذى كان أننا وُجِدنا ها هنا، قدمى بمحاذاة قدمك، فى حجرة واحدة سقفها السماء و أسفل أقدامنا أرض مشتركة، هل كان ثمة عائق؟ الحذاء؟ هه؟ لا مانع لديه من الإنزواء قليلاً فى ركن الحجرة حتى تتلامس بشرات جلودنا التى نظنها مرهفة و غير معزولة بطبقات من الصدأ، فلنرتفع قليلاً، يداك فى يدى، بحميمية تتشابك و تلتصق، إذاً لمَ كل هذا التباعد؟ أهناك من سبب؟ إذاً فلنرتفع أكثر، كتفى على كتفك، رقبتى ملامسة لرقبتك، هل هناك أكثر حميمية من ذلك؟ معاناتنا شىء يفوق الوصف، إنى أستشعر ذلك و أعيشه...إذا لم كل هذا التشاحن؟، لنرتفع كثيراً، ها هو ذا، عينى فى عينك، بحبٍ تتلاقى، أو لعله إيحاء نبع من غلالة ماءٍ شفيفة و مبذولة بوهن فوق كرة عينيك، إذا لعله ما وراء العين بالداخل، حيث من وراء حجاب تقتلنى بنفس المدية التى بها أقتلك.



* نظرية المؤامرة

ــــــــــــــــــــــــــ
ــ

لماذا تتعقبنى على هذا النحو و تعد خطواتى، و تحدنى بحدود فوق طاقتى فأفر منك، كفأرٍ مذعور ينزوى فى ركنٍ رطب لأتخذ خطوة دفاعية بدقات قلبٍ لا متناهية السرعة، هل جهزت الشَرَك و أعددت قطعة الجبن التى أحبها؟ لماذا يتلبسنى الخوف منك؟، ألسنا فئران فصيلة دمنا واحدة و جبننا واحد فى شرك كبير لا نقو على الفكاك منه؟..أرجوك لا تتهمنى بالخوف و ترتدى أنت أسمال الشجاعة، لا تتظاهر، إنى أراك بمنظار أكبر، عينى الخرزية مجرد مادة بلاستيكية خرساء نزعتها من فستانٍ لإمرأةٍ تربض على أرصفة الشوارع ليلاً، أوقف إشارات البث لتلفازات العالم، ما نحن إلا فئران صغيرة

أعرف أنك تتضحك فى نفسك من كلامى و تهزأ بى و تتهمنى بالمعتوه، هل تتهمنى بالمعتوه؟ لا؟ إذاً لم كل هذا الصمت؟ أنت لا تلقى بالاً إلى أسئلتى...تتجاهلنى كأننى لا شىء أمامك....هل تظننى نكرة؟ .. قلها و أرحنى..لم لا تقلها؟...فقط قلها..لن تكلفك مشقة...لن تقلها؟..إذاً أنت تود إيذائى ....ياللشقاء.


*عيون مغلقة
ــــــــــــــــــــــ

يتشحون بالصمت، بالليل يرقدون على أسرّة من الهراء، و فى النهار يضاجعون ساعات عملهم و ينظرون للسماء بعيون شبه مفتوحة، بوهنٍ ينظرون و بإستسلام يجعلهم يشعرون برضىّ مفتعل ينبئهم بأن حياتهم رغدة و أن لا شىء أصلح من ذلك لهم، يطوقون يقيناً خاصاً بين صدورهم بالقرب من القلب شاعرون براحة من خرج لتوه من دورة المياه مفرغاً حمولته الثقيلة، يرهفون آذانهم لأصوات تأتى من الخارج ..بعيدة و صارخة..فيرتعشون، يتخبطون فى حجرة مملوءة عن آخرها بهم، محاولين إصطياد جحر يلوذون إليه خشية نورٍ ليست لديهم القدرة على رؤيته، إنما سيرونه بوضوحٍ فى حياةٍ أخرى.

*الخديعة
ــــــــــــــ


تصحو من النوم بعيون منتفخة حمراء، ترتمى تحتها هالاتٍ سوداء، شعرك مهوش، لديك رغبة ملحة فى قضاء حاجة، هناك ألم يعتصرك أسفل الرقبة، بجانبك إمرأة شعثاء الشعر عارية، تستلقى على بطنها، ترمى قدميها و يديها بإهمال على قارعة السرير، قضت وطرها لتوها..ستتأمل وجهك فى المرآة و تشعر بالحزن، تفتح الخزانة لترتدى ملابس بألوانٍ مبهرة صارخة، و تجلب مساحيق ذات ألوان تبعث على السعادة لترسم وجهاً آخر ترتسم عليه إبتسامة وقحة، إبدأ الآن يومك و عندما تعود لا تنس أن تزيح المساحيق- التى إبتذلت طيلة اليوم- بماءٍ صافٍ مقطر، لترى وجهك الذى أوحشك طيلة نهارٍ ملىءٍ بالسعادة.


*قلوب متقيحة
ـــــــــــــــــــــــ

نغنى أغنية واحدة، غنها معى، إنى أحفزك و أنت لديك القدرة على الإستمرار، نعم..هكذا، لكن لماذا عندما نصل للنهاية تحيد عن اللحن و تصدر صوتاً ناشزاً، لا يهم إن كان صوتى أجمل من صوتك طالما نغنى نفس الأغنية و ننتهى نفس النهاية، هذا ما يعطى لوجودنا قيمة، فلا تجعل نفسى سقيمة و إشدد على يدى بمحبة.


*طنين العزلة
ـــــــــــــــــــــ

هل يسعك الكون؟...طاقاتك أكبر من ذلك بكثير و لديك قنبلة موقوته لا تستطيع إيقافها، هل تفكرت يوماً: ما وراء الكون؟...أرواح تحمل أجسادها على أكفها، معزولة فى الصقيع الذى ما إن لامس بشرتها حتى تخلّق إلى كتلٍ ضخمة، قشرة ضئيلة مع الزمن إستحالت إلى جدار صلب لا تقو على الإنعتاق منه، لكل منا جليده الخاص به بألوان تتدرج من الأبيض إلى الأسود و عندما تصطدم أجسادنا بعنف المعارك لا تتشقق و إنما نزداد صلابةً و عنف ككواكب حادت عن مسارها تبغى المجهول و تختبىء خلف أستار من العتمة، أرنى وجهك ربما أشعر بالإمتنان لك، أزح طبقات الجليد بحرارة قلبك، فجِّر قنبلتك من أجلى فى وجه العالم...ربما عند ذلك نكتسب القدرة على المصافحة.


*غذاء الملكة
ـــــــــــــــــــــ

تتخلق الأحرف بعفوية على السطور، أقطن حجرتى متفرجاً على شاشات الدنيا، أرقبكم و أكتب و عندما يمتلىء الورق أعرضه عليكم لتشاهدوا أنفسكم بغير ورقة توت، لم أصر بعد إلهاً حتى تنّحونى جانباً إلى هذا الحد، ليس لى سماء أسكن إليها و ليست الأرض ملككم، إذاً لم كل هذا الجفاء؟ تستمتعون بى ثم تلقونى فى سلة المهملات. لماذا لا تضعونى فوق رفٍ نظيف و تمرون علىّ بين حينٍ و آخر، تتفحصوننى و تسألون عن الصحة و عن الكيفية التى دار بها يومى و عن نفسى المضطربة، تربتون على رأسى كطفلٍ رضيع، لماذا تمنحوننى إحساساً موحشاً بالوحدة؟..لم آت من كوكب آخر، هل ما يصلنى بكم هو مجرد حروفٍ باهتة أنهكتنى حتى النزيف؟...إرتشفوا دمى علّنى أجد من لعابكم دواءً لآلامى.


*طيور داجنة
ـــــــــــــــــــــ

وجهها إلى الأرض، تنقر فتات الطعام من أرضٍ طينية، تتناكح و تبذر الشر فى الفراخ الصغيرة، تتقاتل على كسرة خبز، تعيش حياتها على وتيرة واحدة تبعث على الملل، و تستلقى ليلاً فى حظائر قذرة تكسرت مصابيحها، و عند الفجر تقوقىء و تصيح مستقبلة صباحا ً آخر من الملل.


*طيور ذات أجنحة
ــــــــــــــــــــــــــ
ـــ

لأنها علت و علت ثم علت، صارت على مرمى القنص، تتبعها عند الرأس نقطة حمراء ليزرية، تصيبها طلقة الصياد فيتهشم الدماغ و تتبعثر بقايا المخ فى أنحاء المكان، تسقط ثم تسقط ثم تسقط لترتطم بالأرض عند حظيرة من حظائر الطيور الداجنة.

*منزل القلوب المحطمة
ــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ

صدرٌ وثير بنهدين كبيرين و حلمة منتصبة مشرعة نحو صدرى.. وسط مستدق و نحيل, حوض واسع و ردفان كبيران, أنت بغاية الجمال, يشع نور من وجهك, فخذاك عريضان ناعمان نظيفان من الشعر, هل اشبعت غرورك؟ حباً تريدين..تتولهين .. تتحرقين..و نصطلى على جمر العشق, هل كلما نظرت إليك بمحبة تفهمين اننى أريدك هنا بجانبى على السرير؟, لماذا تبغضيننى إلى هذا الحد و تسيئين فهمى؟ قلبى متعب...لم هذا التمايز؟..ما أريده منك بسيط جداً غاية البساطة...أن نجلس وحدنا على الشاطىء أو فى مقهىً شعبىٍ متواضع, أبثك همومى و أناقش معك مسألة وجودنا و تفعلين انت الأخرى كذلك, لا أريد كلمات عشقٍ مبتذلة و تأوهات قلب مهدود, فلننس أننى رجل و أنك إمرأة...هل ترضيك الصحبة؟...أتغارين ان تكلمت مع أخرى؟... لا تعطى بالاً لذلك...يكفى اننا هنا ....بنورٍ نستضىء.


*موسيقى جنائزية
ــــــــــــــــــــــــــ
ـــــ

بك أرانى, لم كل هذا الإحتياج إليك؟ أشعر بالمهانة والغضوع، وجودى رهنٌ لوجودك، و عندما تتسع فجوة بحجم ذرة من الرمال أحس بالوحدة، و عندما تتسع لعدة أمتار أحس بالوحشة، عندما لا أراك اشعر بفنائى، إبق بجانبى محباً و عطوفاً و إلا إضطررتنى لقتلك، إبق بجانبى و لا تمنحنى مذلة الإحتياج، سأقبلك بما أنت عليه لكن إياك أن تولينى ظهرك، فتصبح المرآة سوداء و لا أرى ملامحى
...... أيها الإنسان




Thursday, November 13, 2008

نتيجة مسابقة دار ملامح للقصة القصيرة



تفوز قصتى "بقايا أوراق محترقة من إعترافات قاتل جون لينون" بمسابقة دار ملامح للقصة القصيرة....و كان عدد القصص الفائزة تسع قصص، ستصدر فى كتاب مجمع تحت إسم "النمو بطريقة طبيعية" فى نهاية شهر ديسمبر

و تلك قائمة بالقصص الفائزة:


-النمو بطريقة طبيعية ...........ممدوح رزق
-من دواعى سرورى..........عبد الحليم زيد
-لون الدم................ محمد هشام عبادة

-بقايا أوراق محترقة من اعترافات قاتل جون لينون... إسلام يوسف
-وشاية المدينة...................
........................ غادة عاطف
-الجبل....................
................................. محمد حامد

-جدار................... محمد عبد الله على حافظ
-الزعيم بنطا أونطا.....................
.. تامر سرج

-pizz.............أحمد حامد


Monday, October 27, 2008

بازل

أداء: إسلام يوسف
موسيقى:طارق الناصر
فكرة و إخراج : ممدوح رزق

هذا الفيلم شارك فى مهرجان أفلام الموبايل للعام 2008

Friday, October 17, 2008

نافذة معلقة من أطراف أصابعها

اللوحة للفنان ماجريت




ما زال ممكناً إلى الآن، إنها إمكانية مستحيلة لكنها تتشبث بالمعنى، إمكانية أن تصعد القمر كانت مستحيلة فى وقت من الأوقات، و لكن أن تطل من نافذة هاربة من الجدار ذلك هو المستحيل فى ذاته، عندما إستيقظت من النوم كانت السماء غائمة و الشمس تغرق فى البحر فيصدر غيابها طشطشات مفزعة تجعلنى أصرخ و أصرخ إلى أن تغيب.

الوقت ليل، بدأت النجوم فى الظهور، نجمة فى إثر نجمة تلوح لى من بعيد. النجمة التى هناك فى الجانب الأيسر من السماء تسند بمرفقها على الحاجز الأزرق و تتحمم فى ضوء القمر، أقترب أكثر من النافذة، الفأر بلون الطين يتخذ مساراً لا نهائياً بين الحشائش و يغيب فى جحرٍ نهايته عند تلامس آخر ذرة تراب بأول قطرةِ ماء.
أصعد فى النافذة، هل القمر بعيد إلى هذا الحد؟، بعيد بانفراجة قدمين، يظهر من أسفل ككرة قدم غُرزت فى الوحل، أُصاب بالدوار من الأماكن المرتفعة، أقفز من النافذة إلى حجرة فى نهايتها مصعد، أعدو ثم أعدو ثم أعدو إلى أن أصل إلى مفاتيح تحديد الطوابق، المفاتيح بحجم سنّ إبرة، بين كل مفتاح و الآخر إثنين من الملليميترات و بجانب كل زر إسم المكان الذى يوصل إليه، كان الخط صغيرا جداً..ميكروسكوبياً، إستعنت بعدستى المكبرة بعيدة المدى، مداها يصل إلى مليون سنة ضوئية، الآن أصبح الخط واضحاً، و لكن الذى لم يكن واضحاً هو ..كيف سأختار الزر الصحيح بدون أى أخطاء، فالمسافات صغيرة جداً و ليس معى سنّ إبرة و الأزرار غائرة إلى الداخل، أتذكر الآن، كان معى مقص، إستعنت به فى قص قطعة من أظافرى، شذّبتها حتى تكون جاهزة، مسكتها بالمقص ثمّ ضغطت بها مفتاحاً أصل به إلى الأرض، إنفتح الباب على نافذة، أقترب منها بحذر، أنظر، لا شىء غير حجرة فارغة فى نهايتها مصعد، أعدو ثم أعدو ثم أعدو، الحجرة متسعة عن سابقتها ...متسعة جداً، أصل إلى المصعد، أعلم الآن أن كل المصاعد متشابهة، إحتكرت صنعها شركة واحدة، كالمرة السابقة أضغط الزر الموجه إلى الأرض بعدما قصصت ظفراً آخر، ينفتح الباب على نافذة تؤدى إلى حجرة أوسع، تؤدى بدورها إلى مصعد يؤدى بدوره إلى نافذة، و هكذا نوافذ ثم حجرات ثم مصاعد ثم أزرار ثمّ......، أمسك بالمقص أبحث فى الأظافر، نفدت، أبكى بكاءً صارخاً محاولاً نبش ثغرة، خائفاً من ملامسة الأزرار، و لكن لا شىء غير ذى جدوى، ..........................
.................

أضرب بقبضتى ضربات غاضبة سريعة متتالية و قوية لاعنة على أزرار المصعد فينفتح لأرى الشمس، أبتسم ثمّ أحترق.


Tuesday, October 07, 2008

ثقافة تيار الوعى



كنت أقف فى مكتبات من المكتبات التى فتحت حديثا، المكتبة الكافيه أو الكافيه المكتبة.....كانت تقفان على نفس الرف الذى اقف عليه فتاتان من هيئتهما تعرف أنهما جامعيتان أى أنهما مرّا بمرحلة الثانوية العامة
كان يلتف حولى أصناف متنوعة من الكتب النفسية و الأدبية و السياسية.....أغرق لأذنى فى أعمال ماركيز أو بروست أو ستندال أو كونديرا أو هيرمان هيسة
و كل إصدارات دور النشر الحديثة متواجدة أيضاً....ميريت، الدار ، العين، شرقيات، ملامح و غيرهم كثير

سأقول بأن المكتبة على غرار ديوان و الكتب خان و البلد و عمر بوك ستور و غيرهم أيضاً

كان يدور بين الفتاتان هذا الحورا بعدما توقفتا أما إصدرات مكتبة نهضة مصر لكتب يحيى حقى

الأولى: يحيى حقى..هوا مين يحيى حقى ده؟
الثانية: متعرفيش يحى حقى يا نهار إسود
الأولى بعد أن توقفت أما كتاب يحيى حقى دمعة فابتسامة: مش ده بتاع تيار الوعى؟
الثانية: لا ده قنديل أم هاشم هوا اللى بتاع تيار الوعى، انتى عبيطة و ما بتعرفيش حاجة

ثم إنتقلتا إلى رف آخر عن الصحة النفسية و طرق تنمية الذات و الإنصات إليها.



Saturday, September 27, 2008

ليلة القدر فى مختبرات العلم التجريبى



وصلتنى رسالة على هاتفى" الجوّال" من صديق يعمل فى الدولة التى تسمى بإسم عائلتها االحاكمة و كان هذا نصها:

"بحث علمى أثبت أن ليلة القدر دائماً تكون ليلة الثلاثاء و بالإستقراء ستكون الليلة الحالية، ليلة 23، أنت الآن فى ليلة القدر فلا تفوتك" إنتهت.

لا أعلم هل كان صديقى يخبرنى بذلك من موقعه فى البلد التى تسمى بإسم عائلتها و ان هذا البحث ينطبق عليها فقط أم أن هذا البحث يشمل الكرة الأرضية، علماُ بأن هناك من أخبرنى فى مصر أنه لم يسمع الكلاب تنبح فى ليلة 25 من شهر رمضان

و الحديث يقول إلتمسوا ليلة القدر فى العشر الأواخر
فهل نتيجة البحث العلمى تجبرنا على أن ما بعد ليلة 23 سيكون محض جهد ليس من وراءه فائدة
ستكون خسارة فادحة للذين لم يحضروا هذه الليلة ، هل أصبحت المسلمات الغيبية الآن من المناطق التى يرتادها البحث العلمى و يستطيع بتكهنات عدة ان يحددها ، أم أن هذا البحث قد إستفاد من خبرة المنجمين الذين أدرجوا فى قائمة العلماء التجريبيين كموضع ثقة

لماذا يرهقنا الله فى البحث عن يوم يستجاب فيه الدعاء و ينال فيه المرء- إن كان ينال_ ما يصبو إليه؟
هل يحب الله اللعب مع البشر بالألغاز؟
سيقف البشر فى طابور طويل يتقاسمون بالأزلام و يرجحون كفة على كفة..يوماً على يوم
و يلعبوا حادى بادى كرمب زبادى

Thursday, September 18, 2008

عدنا

بعد إنقطاع دام ......... لا أذكر ، ربما سنة سنتين أو شهر شههرين أو يوم يومين او ساعة ساعتين أو دقيقة دقيقتين ..... لا يهم كل الأوقات واحدة كل لحظات الفقد واحدة لكننا عدنا أكثر تحدياً و مثابرة على الإستمرار حتى و لو كان متقطعاً ، المهم ان نستمر و
هذا هو ما كنت اود قوله..... ستجدوا الجديد و سأعمل على أن أكون أو لا أكون كما قال هاملت مقولته التى ل أستطيع تصديقها إلى الآن..ربما كان محقاً

Friday, May 09, 2008

مغلقة للصلاة

نظرا لظروف طارئة قررنا نحن القائمين على هذة المدونة اغلاقها لحين إشعار آخر

Friday, April 04, 2008

الإنتحار كفعل إرادى فى مواجهة لا إرادية و لا أدرية العالم


أنا وجيه غالى و ماياكوفسكى و سيلفيا بلاث و إرنست هيمنجواى و فيرجينيا وولف و فان جوخ و آن سكستون و نيتشة و إنجبورج باخمان و فروغ فرخذاد و يوكيو ميشيما و آرثر كيسلر و داليدا و بوب مارلى.....إلخ إلخ

أنا كل هؤلاء..أعيش بلعنة الإنتحار..مهمل تستدلون عليه بظل

إن الإنتحار فى هذه الحياه ليس بالغ الصعوبة..إن بناء الحياة كما أعتقد هو الأصعب

عالمنا ليس معداً من أجل المرح..حياتنا تحتاج لإعادة ترتيب

الإنتحار ليس فعلا فسيولوجيا فقط، ما يميز الإنتحار عن الموت الفجائى و الطبيعى هو أن له طرق عديدة فى التطبيق، لمجرد أننى تشبعت بفكرة الإنتحار لا يهم بعد ذلك، الإنتحار الفسيولوجى يوازى الإنتحار السيكولوجى بالنسبة لى

هناك أناس منتحرين بيننا(فتش عن المنتحر) ستجده فى أشخاص لا يتخطون عتبة دائرتك المغلقة


.يلحُّ علىّ سؤال، يطرق رأسى بمطرقة عنيفة دقات متتالية مستمرة لا يصيبها الوهن: ما الذى أفعله هنا؟.... أمامى لوحات بيضاء لم تملأ بعد، ألوانى المائية و ألوانى الزيتية و أقلام الفحم و فرشاتى الممزوجة بالتربنتين..كلهم ينتظرون إشارة البدء


أوراق بيضاء كثيرة كثيرة تملأ الحجرة، قلم لا تستعصى عليه الكتابة، أوراق كثيرة حبّرتها، أحضر حفلات الأوبرا و أستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية و الميتال و الهيب هوب و الجاز و الراب. قاعات السينما مازالت مفتوحة..هل أميل إلى الأفلام الرومانسية أكثر أم لأفلام الرعب أم لأفلام الحرب و الأكشن..أداء روبيرت دى نيرو ما زال يحيرنى و مارلون براندو يفتح عينى على إتساعها، تلال من الكتب تغلف الجدران مستلقية فى كسل تنتظر أيادى تشفق عليها

كأسك أيتها الأشياء الرائعة فى العالم، لقد لوّنتى فيلم حياتى الأبيض و الأسود بألوان مبهجة...ثم ماذا بعد ذلك؟!..هل أمثل فى مسرحية هزلية؟!!!!!! كَدُمية ماريونيت لم تحفظ دورها الغاية فى البساطة و السهولة ..و لكنها معلقة بخيوط واهية، تتلاعب بها يدٌ غير جديرة باستلاب الحركة


فى حالة إنتظار أبدىٍّ لا يمل من ترقب ما سيحدث، متأملاً فى غضب صور الماضى المتعاقبة من ذاكرة لا تهدأ و لا تكل، أقف بقدم ثابتة على أرض طينية لزجة تغوص فيها قدماى أو أسير على بحر أمواجه تصطخب فى عنف.


دون كيشوت ساذج يترنم بأغنية مثالية لكلمات لم يغنها أحدٌ بعد، سيف من خشب و طواحين متوقفة عن العمل من القرون الوسطى لا تسعفها الرياح على الدوران، حصان نتئت عظامه و لا يجد ما يقتات عليه، أراضى مفتوحة ممتدة بإمتداد البصر لا تُحَد، يجرى حصانى لا يوقفه الكلأ اليابس من حرارة الشمس و المحروق من أثر حروب دارت منذ زمن


أتحسس جسدى بالليل لأتأكد أننى لم أزل مكسوّ باللحم و لم أتحول إلى جسدٍ هشٍ من الأوراق، أتنشق أوراق، أستمع إلى حفيف الأوراق، أتذوق الأوراق، أتنفس أحباراً تنبعث من أوراق، أهضم أوراقاً، فضلاتى أوراق..أوراق..أوراق..أوراق..هنا و هناك فوق و تحت و عن يسارى و عن يمينى، جدران من الأوراق، مكتب من أوراق، منضدة للطعام من أوراق، أطباق من الأوراق، طعام من الأوراق...أوراق ..أوراق..أتحسس جسدى مرة اخرىموبايل من ورق..أكلم أصدقاء ورق، كمبيوتر ورق، فيس بوك ورق، ..ورق إفتراضى، وول ورقى، فن وول ورقى، سوبر وول ورقى، صنوق بريد ورقى، أصدقاء ورق...حياةٌ تنزح نزوحاً إلى الورق و تفترض الحروف و الكلمات و الأصدقاء و المجتمع..هل أهرب من واقع يصطنع نفسه إلى واقع مُفتَرَض فى ذاته؟


يعتصرنى هاجس الإنتحار و يلح على تفكيرى، يملأ مسام جسدى و يبعث بها التسمم البطىء الموحى بوأد فعل الحركة فى الزمن، التعاقب لفظة حذفت من قاموسى، يتوقف الزمن لاماضى لا مستقبل، زمنٌ واحد يدق على باب الحجرة، ليست دقات متتالية، هى دقة واحدة متصلبة على غشاء أذنى، أتوجس من فتح الباب فأربض بجانبه أسده بكتلتى التى تملأ فراغاً لابد له أن يمتلىء..و بين هاجس مميت و توجس مرعب أسلِّى نفسى بشفرة موسىّ حادة أقطع بها جلدى و أتلذذ باللون الأحمر

هذا هو ما أدعوه العضو المنتسب..يتسلى حتى يصبح مؤهلاً تأهلاً كاملاً ليحوز كارنيه العضوية ويصبح عضواً عاملاً..عند ذلك و عند ذلك فقط لا يستطيع أى مخلوق أن يمنعه

كيف لكم أن تنقذوا الآخرين و أنتم غير قادرين على إنقاذ أنفسكم

الأرض مغلفة بالدم و الظلام و جبال الجليد تتجه إلى القلب

ليس الموت هو الذى يتهددنا فى كل خطوة نخطوها ..لكنها الحياة


أحتاج إلى تكنيك لا تغلفه الشفقة


أحياناً ما أتساءل لماذا معظم حالات الإنتحار بقطع شرايين الرسغ تكون فاشلة فيلحقون المنتحر فى آخر لحظة؟

ألا تكفى الدماء المصبوبة من جسده لكى تنفصل الروح؟ تك تك

جرعة كبيرة من الحبوب المهدئة أحياناً ما تكون غير فاعلة أو أنبوبة الغاز ما أدرانى أنها تكفى، ممكن أن تكون فارغة أو نصف ممتلئة أحياناً ما أحس أن رائحة الغاز تشكل لدى إدماناً كرائحة الدوكو

فى الأفلام القديمة و الحديثة التى تتحدث عن حقبة رومانية أو أساطير يونانية، دائماً ما يستعين المنتحر بشخص آخر كى ينقله بسهولة إلى العالم الآخر..لماذا لم يشكر يوليوس قيصر صديقه بروتوس؟..مفضلا كلمة: حتى أنت يا بروتوس

ليس معى ترخيص حمل أسلحة..........هل أنتظر الإنتحار فى كابوس مرعب؟


المنتحر ليس جباناً، إتخذ قراراً حقيقياً فى عالم قراراته باطلة فقام بفعله بجسارة يحسد عليها

جلسة يوجا...نعم جلسة يوجا هو ما يعوزكم، تأمَّل... هل تسير و تتقدم بإرادتك؟ أنت ترس صغير فى آلة فى مصنع لا تعلم عنه شيئاً..حتى لو علمت، أنت مجرد ترس لن يتعدى وظائفه..نحن البشر ترسانة من التروس على مر العصور لا تتوقف و لن تسمح لنفسها بالتوقف


أفعالك؟ هه..من العبث أن تسميها أفعالك..أنت فى منظومة يترأسها من هو أقوى منك، لن تقوَ على التمرد سترضخ أو تفتعل الرضوخ، لست أنت من يتحكم بك، طأطأ رأسك و لمع قفاك جيداً...هذا هو دورك

التليفزيون، السينما، الإعلانات المصاحبة، مالك الذى ينتجه عملك سيؤول إلى أشياء لم تخترها أنت..و إنما أملتها عليك منظومة إعلامية تمردك الوحيد هو أن تنهى كل هذا..لك كل الحق إن فعلت..لن يدفعك شىء لذلك،

دافعك الوحيد هو أن ترفض (وجود) لم تختر أن تكونه ب(لا وجود) إخترت أن تكونه

مازلت فى حالة إنتظار مؤرقة عاشها قبلى آخرون لم يموتوا منتحرين، لكن الفكرة كانت تستلبهم، تمرغ رؤسهم فى حمأة رمال غير ساكنة، لم تواتهم الجرأة ..لكنهم عاشوا بها..و لذلك ماتوا فى ظروف غامضة..محمد ربيع، جمال حمدان، بوب مارلى..إلخ إلخ

و آخرون ما زالوا ينتظرون..و هنا يأتى السؤال..ينتظرون ماذا؟

كلهم أبدعوا..كلهم تعذبوا..إنفض عنك اليقين، لا أرض ثابتة تحت قدميك، الريح غير ساكنة و المطلق لم يوجد بعد...إمح يقينك بأنك زائد و غير ضرورى..لا تصغ إلى أفواهٍٍٍ ستقول: لقد إنقضى أمرٌ تافه

إصرخ بصوت لن يصل إلى آذان غير مصغية: إنى أفتقد المعنى

نحن مجرد نقاط سوداء نملأ فراغ الصفحة، إحذف نقطتك بممحاة فاعلة ليصبح بياض الصفحة أكثر بياضاً و نصاعة...لا حاجة إليها كنفاية قديمة فى صندوق القمامة الكونىّ

To Be or not to Be

be what?

ok, be free

Wednesday, February 06, 2008

شاى بالشوكولا


ليلة مطيرة من ليالى الإسكندرية, الهواء المتمرد يصفع الموج بقسوة, تتناثر ذرات كثيفة منه خارج الكورنيش....يبلل الرصيف حيث يمشى المارة..قطرات دفاقة تنهمر فى نعومة..أجدها لحظة مناسبة للرقص, بين العربات السريعة فى الطريق الواسع الرحب أجدنى أبتكر طريقة مختلفة للرقص..رائحة اليود تملأ الأنف و تبعث إحساساً منعشاً....الأضواء الهاربة للسيارات تمنحنى لونا من الإرتياح للمرور. على إيقاع المطر يتلون إيقاع قلبى.


(2)


كنا قد تهاتفنا ..تحدثنا قليلاً محددين الزمان و المكان.لم يكن اللقاء الأول و لكنه أول لقاء لنا على أرض الواقع, نحاول كسر إفتراضية العالم الذى عشناه قبلاً.أتت متأخرة قليلاً, لا كالتى فى الصورة القديمة, بالعكس, كانت نضرة, بيضاء, و كانت عيناها خضراوين, ظلها يمشى وراءها فى إرتخاء, أصابعها باردة كحال الأصابع فى ليلةٍ شتوية, ترتدى بنطال من الجينز أزرق, و تى شيرت نبيتى أغمق من لون الدم قليلاً يعلوه بلوفر بيج به سوسته يميل للون البسكويت عند خروجه من طاقة الفرن على صينية ملتهبة, شنطة اليد خاصتها صغيرة الحجم بحجم كفين, و لونها يميل للون جلد الغزال .فى البداية تتحدث كصديق قديم قدم السماء و الأرض و عندما يرن تليفونها المحمول تتصنع سمت سيدة أعمال يغالبها الوقار كقادمةٍ على إتخاذ قراراتٍ مصيرية.


(3)


كنت قد أعددت خطة, سألقاها ثم أنتحر, السكين الحاد الذى فى حوزتى يعرف طريقه إلى الشريان الكائن فى رسغى الأيمن, حتى جسدى يمكنه السير لمسافةٍ قليلة حتى يصل إلى البحر عند محطة الرمل و حينها سيجد ان قاع البحر لديه متسع لجثث القتلى, خيط الدم المصاحب لجسدى لن يلاحظه المارة و لن يعطوا له أى انتباه, لكن ضميرى يعمل كسكين حاد آخر يأكل من خبز روحى و يقطعه قطعة فقطعه. عندما أسكن فى قاع البحر سأنسى عندئذٍ طقطقات أصابعى على لوحة المفاتيح و ستنسى عينى صورةً لها قديمة تأملتها قليلا حتى لا تتوه ملامحها بين دفاتر الذاكرة, و حين ألقاها لا تتوه منى فى زحام المدينة.


(4)


عندما إلتقينا تحول البشر من حولى إلى تماثيل شمعية يتساقط عليها المطر و تجد قطراته طريقها بسهولة إلى أسفلت الشارع. نقرات خفيفة على الأرضية تخبط على الموتى فى باطن الأرض لتوقظهم, الضوء المبهر الذى يسرج فى السماء يذكرنى بفلاش الكاميرا و كأن أحداً من فوقنا يراقبنا و يلتقط لنا صوراً تذكارية .. و ينذرنا كذلك بأن نستعد لزخات مطرٍ متسارعة سوف تشرعها السماء فوقنا فجأة.


(5)


البرواز الذى يحوى صورتها, المعلق على حائط الذاكرة, حَفَرتُ فيه ثقباً كى أتسلل إلى جانبها بدون أن تشعر.. وحين شعرت بدبيب صورة أخرى داخَلَها الوجل, نبذته من حيز البرواز, خرج و لم يعد بعد أن تكسر الزجاج ممتزجا ببقايا دمه الذى نفذ حتى آخر قطرة.نسير يتبعنا قطيع من قطط الشوارع السوداء, تبرق أعينها كشمعات مضاءة فى حيز الظلام تأنى من بعيد, أيضاً تجرى ورائنا بقايا بقايا قطرات من مطر على أسفلت الشارع المنحدر إلى البحر.تخبط وجوهنا رياحٌ عوّدتنا أن نتمسك بأرديتنا فى صعوبة و لم تسمح بأن تجعل تشابك أصابعناعادةً نخبىء بها خوفنا من وحدةٍ ملتبسة.


(6)


أحصى أعمدة الشوارع المغسولة بماء المطر بينما نحن نسير فى طريقنا إلى محل"تريانون" محطة الرمل. نتخذ لنا طاولة و مقعدين قبالة البحر االذى سكنه الظلام, الكورنيش ملىء بصبيان و بنات يثرثرن و يضحكن بصوت مرتفع صفيق, باعة الترمس, فلاشات الكاميرات تومض بين لحظة و أخرى, دقات الأحذية تصنع لحنا زمنياً منغماً.نطلب قطعتين من الشوكولا, نحفز حاسة الشم عندنا كقطط تبحث عن فتات طعام بين صفائح القمامة, ثم نشرع الشوكة و السكينة فى وجه الآخر, ننتبه إلى أطباق الشوكولا, نغير مسار الأسلحة.نبدأ إلتهام القضمات دون أن ينظر أحدنا إلى الآخر, كمنهمكان فى حل مسألة حسابية على ورق أسئلة فى قاعة إمتحانات مغلقة ليس فيها إلا كلانا, ملآنة بالمراقبين, ننتبه حينما يصل مد الماء إلى أعناقنا, حينها يحدث الجذر و نوقن أننا فى ضيافة القمر.


(7)


تفتح الكلمات فمى و تغلقه, كصندوق جدتى الكبير الملىء بالحاجيات التى لها رائحة الذكريات, ككلمات كثيرة محبوسة فى صندوق خشبى فتح الزمن قفله عنوة, تخرج الكلمات منه تباعاً ..و لكنها قبالتى ساهمةً ينسدل جفناها فوق عيناها كقطةٍ ملولة.إقترحت إقتراحاً بدون أن تنطق به شفتى, أن نستأجر ثلاجتين و نضع بهما نفسينا حتى آخر الليل ثم نفترق.لو كانت أعين الزبائن متربصة بنا من بعيد, ستلاحظ تحركات شفتى المتسارعة و حركات يديها الضطربة لا إرادياً و هى تقطع المنديل الورقى الذى أمامها على الطاولة إلى قطع صغيرة, ستلاحظ فراغ كرسيها من آونة لأخرى متوجهة إلى الحمام متعللة بتعديل الميك أب آخذةً معها تليفونها المحمول...لكن المكان كان خالياً.بين فترات الكلام المتقطعة كنغمٍ رتيب ممل..نأخذ نفساً مكبوتاً بين فاصلة و أخرى. بالكاد كانت أذنانا تساعدنا على السمع, لا شىء غير همهمات و إيماءات بالرأس و إبتسامات باهتة موهمة يالإنصات. و عندما يهم خيط الحديث أن يرتخى و نحس أنه سيتوه منا و يتشابك بين خيوط التفكير الأخرى ننتبه لنبحث عنه فى صعوبة, نجده, لنكمل الحديث فى ضجر .بعد أن ننتهى من الشوكولا نطلب فنجانين من الشاى, نحتسيهما مع الكلمات المتوقفة على الشفاة فيعطى مذاقاً مناسباً بحفلة صمتٍ مطبق؟ننتهى من الشاى ثم نفترق على أمل لقاءٍ آخرأسير فى الشارع وحيداً, و عندما أجدها بعد دقائق قبالتى , تلتقى عينانا لحظة ثم يسير كلٌ فى طريقه.

Wednesday, January 02, 2008

كسنةٍ أخرى جديدة


إحتفالية تليق برأس السنة

تتعاطى فتاتى أقراص الكيتوفان بشراهة

كما آخذ شريطين من البروزاك

أبتلعهما بكأسين من نبيذٍ أحمرٍ صافٍ معتق

نتناول حفنة من ألوان الباستيل

نرسم على الجدار المقابل شجرة عيد الميلاد

ثم نرسم عليها كرياتٍ حمراء و خضراء لمّاعة......

نتشاجر قليلاً

لا.لا.لا...مزيدُ من الأحمر هناك

لا.لا.لا.لا.....بل مزيد من الأخضر هنا

بلا مبالاة .

.تأخذ اللون الأحمرتدهن شفتاها اللتان أصبحتا بلون الدم

عيناها المجهدتان تغالب النوم فى صعوبة

أٌذكِّرها بما فعلناه بالعام الفائت

قالت..أنها لا تذكر إلا أن عينيها كانت محاطة بالهالات السوداء

كما اليوم

كليلة مثلجة ...نشرب زجاجتين من االبيرة

و نأكل قطعتين من الحلوى.....

دقات على الباب

لا أحد يتذكرنا فى هذا الوقت!!!!!!!......

هيه.......إنه سانتا كلوز

يفتح كيسه الضخم

يعطينا منها
كرةً ثلجية ناصعة البياض

بها عداد زمنى أحمر

نضعها فى ركنٍ بعيد.....

و كليلةٍ باردة

نجلس قبالة بعضنا الآخر

أضم ساقىّ بين فخذيها

نذوب فى قبلة عميقة.

......ثم

نتلاشى كاثنان وحيدان يقطنان حجرة وحيدة

فى ركن بعيد من العالم

زارهما سانتا كلوز

و أعطاهما هدية مرعبة